ديبلوماسي إسباني: المغرب جار صعب لإسبانيا وحاول غزونا 3 مرات منذ السبعينات !
أثار الديبلوماسي الإسباني، خافيير روبيريز، الذي شغل سابقا منصب سفير إسبانيا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، الجدل في اليومين الأخيرين، داخل إسبانيا، بعد كلمته التي ألقاها في لقاء للحزب الشعبي للحديث عن العلاقات الإسبانية المغربية بعد الأزمة الأخيرة التي عصفت بالعلاقات بين الرباط ومدريد.
وبخلاف الذين دعوا إلى ضرورة تمتين العلاقات بين المغرب وإسبانيا، فإن خافيير روبيريز، قال بأن ما يقول بأن "المغرب بلد صديق وشقيق" هو مجرد كلام لا أساس له من الصحة، فالمغرب بلد جار صعب ومعقد، ومصالحنا تتضارب مع مصالحه، وبالتالي فهو ليس بلدا صديقا.
وأضاف خافيير روبيريز، بأن ما يؤكد بأن المغرب ليس بلدا صديقا ولا أخا حسب كلامه، هو أنه "حاول غزونا 3 مرات"، مشيرا إلى أن الأولى كانت خلال المسيرة الخضراء التي حدثت في سنة 1975، حينما كانت القيادة الإسبانية ضعيفة، والثانية خلال أزمة جزيرة ليلى سنة 2002، عندما قام الجيش المغربي بالنزول على هذه الجزيرة التي لاتزال محل نزاع بين الرباط ومدريد، والثالثة خلال أزمة ماي الماضي، عندما سمح بتدفق آلآلاف من المهاجرين والقاصرين بدخول سبتة بالقوة.
وقال روبيريز في هذا السياق، بأننا "يجب أن نعترف بأن لدينا جارا صعبا ومصالحنا تتضارب، وهناك خطوط حمراء بيننا، من بينها قضية سبتة ومليلة"، وبالتالي أعرب عن اعتراضه لمن يرى في المغرب بلد جار يجب أن تُبنى علاقات جيدة معه.
وينضاف هذا الرأي للسفير الإسباني السابق في الولايات المتحدة، إلى عدد من الأصوات السياسية، خاصة المتطرفة في إسبانيا، كحزب "فوكس"، التي ترى في المغرب تهديد لإسبانيا، خاصة في ظل النمو الكبير الذي تعرفه المملكة المغربية في السنوات الأخيرة.
كما أن نجاح المغرب في عقد تحالفات كبيرة على المستوى الدولي، مثل مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، إضافة إلى تطبيع العلاقات الثنائية مع إسرائيل وتقويتها بعدد من الاتفاقيات، بدأ يثير الكثير من الهواجس لدى الطبقة السياسية في إسبانيا وتحذر الحكومة من التهاون من هذا النمو المغربي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت عرفت فيه العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا توترا حادا في الشهور الأخيرة، جراء أزمة زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، والذي ضغطت فيها الرباط على مدريد بشكل قوي، بالرغم من المحاولات الإسبانية العديد لرأب الصدع مع المملكة المغربية.
وأظهرت الأزمة الأخيرة، أن المغرب أصبح يتوفر على الكثير من أوراق الضغط على إسبانيا، وتغير لهجة الديبلوماسية المغربية، من المهادنة مثل العقود الماضية إلى المواجهة الصريحة وتوجيه الاتهامات والانتقادات بشكل قوي لإسبانيا.